مريانا عامر شابة من ريف السويداء تتحدى إعاقتها السمعية بسلاح العلم والتفوق

السويداء-سانا

بسلاح العلم والتفوق وأمام إصرارها وإرادتها لإثبات حضورها ومواصلة تعليمها نجحت الشابة مريانا وهيب عامر من قرية عمرة بريف السويداء الشمالي بتجاوز ظروف إعاقتها السمعية والتخرج من المعهد التقاني الصناعي اختصاص هندسة برمجيات، لدورة العام الحالي بين الطلاب المتفوقين الأوائل.

مريانا 20 عاماً التي اعتمدت على الذاكرة البصرية وحسن الإدراك والاستجابة تعطي بنجاحها وتفوقها دافعا معنويا لأقرانها من ذوي الإعاقة السمعية، وتشعرهم بقدرتهم أمام امتلاك الإرادة والعزيمة على تحقيق شيء مهم في حياتهم.

ورغم صعوبة النطق لديها أشارت مريانا لسانا الشبابية إلى حبها للعلم وسعيها الدائم لتطوير نفسها، والاطلاع على أي شيء جديد مبدية ارتياحها لاختيار اختصاص تحبه وطموحها لدخول الجامعة لمتابعة تحصيلها العلمي بعد أن تخرجت بتفوق من المعهد.

وحسب والدة مريانا إيمان نوفل التي حرصت على مرافقتها في محطاتها الدراسية فإن ابنتها أمضت سنوات دراستها ما قبل المعهد الصناعي في معهد التربية الخاصة للإعاقة السمعية بمدينة السويداء، حيث كانت كفيلة بفضل الاهتمام بها ومتابعتهم لها كأسرة بتحويلها لشابة تحدت وضعها واستغنت عن الإشارة في العديد من المسائل بعد تعلمها النطق بشكل بسيط وحسن متابعتها لحركة شفاه الآخرين، ما زاد ثقتها بنفسها أكثر ودفعها للنجاح بالشهادة الثانوية اختصاص تقنيات حاسوب كطالبة وحيدة بالمعهد دون خضوعها لأي دورة.

وذكرت إيمان أن ابنتها اختارت دراسة اختصاص تحبه، وكانت الوحيدة بالمعهد الصناعي من الصم، مبينة كيف كانت ترافقها بجميع المحاضرات وتشرح لها بلغة الإشارة حتى تخرجت مؤخرا بمعدل 95 بالمئة مع تقديمها مع رفاقها لمشروع تخرج نوعي لتصميم موقع إلكتروني خاص بمنازل الإيجار لتسهيل عملية البحث عنها حسب الطلب.

ومريانا وفقاً لوالدتها أصبحت محفزاً لشقيقها الأصغر يعرب الأصم أيضاً، والذي يستعد العام القادم للتقدم لامتحانات الشهادة الثانوية منوهة بمدى إجادتها وتميزها باللغة الإنكليزية وحصولها على درجات كاملة فيها، إضافة لموهبتها في مجال التمثيل الإيمائي، حيث سبق لها الظهور بعروض مسرحية مع طلاب معهد التربية الخاصة للإعاقة السمعية ضمن المعهد وفي المركز الثقافي بمدينة السويداء.

ووفقاً لوالد مريانا وهيب عامر فإن ابنته تملك روح التحدي والإصرار ولديها شغف بالعلم والمعرفة، ونجحت بتحمل أصعب الظروف وضعف الإمكانيات لإثبات ذاتها وحضورها وتحقيق النجاح.

وحسب مدير المعهد التقاني الصناعي محمود أبو عاصي فإن التزام مريانا وإرادتها ورابط المحبة مع والدتها كانت عوامل لنجاحها وتميزها، مبيناً أنها قطفت ثمار جهدها وتعب والدتها معها التي تحملت مسؤولية، وكانت تحضر الدروس معها وتفهمها وتنقلها لها بلغة الإشارة لتكون بذلك مريانا الطالبة الصماء الوحيدة التي تتخرج من المعهد لافتاً إلى مدى حبها للمدرسين الذين يبادلونها المحبة والاحترام.

عمر الطويل

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency