قنابل “إسرائيل” غير المنفجرة تحت ركام غزة تتوعد الفلسطينيين بموجات كوارث لسنوات طويلة

جنيف-سانا

مخلفات غير منفجرة قد تنفجر في أي لحظة في جميع أنحاء قطاع غزة في الحقول وتحت ركام المدارس والمشافي والأبنية المهدمة بينها صواريخ وقذائف اخترقت الأرض دون أن تنفجر، الأمر الذي يمثل التحدي الأكبر الذي يهدد حياة من تبقى من الفلسطينيين في تلك المناطق.

الأمم المتحدة حذرت من مخاطر وجود كميات كبيرة من مخلفات الصواريخ والقذائف غير المنفجرة جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.

وفي هذا الصدد أوضح مدير البرنامج الأممي لأعمال الألغام في فلسطين مونغو بيرتش خلال الاجتماع الـ 27 لمديري أنشطة الألغام ومستشاري الأمم المتحدة الذي عقد في جنيف أن “معظم الحوادث ستقع حين يبدأ الناس بالعودة إلى شمال غزة لعدم معرفتهم بمكان القنابل غير المنفجرة” مشدداً على ضرورة التدريبات اللازمة للمخاطر عند بدء عودة الفلسطينيين إلى شمال القطاع.

وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيير لاكروا أعرب من جانبه عن مخاوفه من مخاطر المخلفات غير المنفجرة، مؤكداً دعمه للفريق الأممي لأعمال الألغام في جهوده الإنسانية وأعماله المتعلقة بتقدير المخاطر، مشدداً على أن الوقف الإنساني لإطلاق النار في غزة أولوية ملحة.

ووفقاً لتصريحات سابقة لـ جان بيار ديلومييه نائب مدير العمليات الدولية فإن المنظمة تنتظر وقف إطلاق النار في غزة لكي تتضح لديها الرؤية وتبدأ أعمال إزالة الألغام والقنابل التي خلفتها الحرب.

منظمة هانديكاب انترناشونال الدولية الإنسانية ذكرت أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ألقت 45 ألف قنبلة على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول حتى منتصف كانون الثاني الماضيين، مشيرة إلى أن 3 آلاف منها على الأقل لم تنفجر الأمر الذي يشكل خطراً يهدد سكان القطاع المحاصر.

صحيفة واشنطن بوست نقلت في وقت سابق عن تشارلز بيرش خبير إزالة المتفجرات بالدائرة الأممية للأعمال المتعلقة بالألغام والذي زار غزة خلال العدوان الإسرائيلي قوله: إن غزة مليئة بالمئات إن لم يكن الآلاف من الذخائر غير المنفجرة بدءا من الصواريخ المؤقتة إلى الذخائر عالية التقنية التي قدمتها الولايات المتحدة لكيان الاحتلال الإسرائيلي، لافتاً إلى أن التلوث سيكون شيئاً لا يصدق وأن هذه الذخائر غير المنفجرة قد تكون أكثر التهديدات انتشاراً لأنها ستدوم طويلاً بعد الحرب وتشكل مخاطر على المدنيين لأجيال قادمة.

بير لودهامار المسؤول في دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام أوضح أنه بعد نحو سبعة أشهر على العدوان الإسرائيلي على غزة هناك 37 مليون طن من الحطام معظمها مليء بالقنابل غير المتفجرة، مبيناً أن هناك ما متوسطه 300 كيلوغرام من الأنقاض لكل متر مربع من الأراضي في غزة.

وأشار لودهامار إلى أنه استناداً إلى الكمية الحالية من الأنقاض في غزة وعلى افتراض توافر مئة شاحنة لنقل الركام فإننا نتحدث عن 14 عاماً من العمل لإزالة تلك الأنقاض، لافتاً إلى أن الذخائر غير المنفجرة اختلطت بالأنقاض ما سيؤدي إلى تعقيد المهمة بشكل كبير.

وبين المسؤول الأممي أن ما لا يقل عن 10 بالمئة من الذخائر التي يتم إطلاقها لا تنفجر وتشكل بالتالي تهديداً دائما للسكان وللفرق المسؤولة عن البحث في الأنقاض لانتشال جثث الضحايا وللعمال المكلفين إزالة الأنقاض.

ووفقاً لصحيفة الغارديان البريطانية نقلاً عن مسؤول في مجال إزالة الألغام في الأمم المتحدة فقد خلف العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة ملايين الأطنان من أنقاض الأبنية المنهارة المليئة بالذخائر غير المتفجرة والتي تستغرق إزالتها أكثر من 10 سنوات.

صحيفة واشنطن بوست الأمريكية حذرت في تقرير سابق من أن القصف الإسرائيلي حول أحياء بأكملها في غزة إلى غبار وجعل أجزاء من القطاع خطرة لسنوات بسبب القنابل التي لم تنفجر وأن المباني سويت بالأرض وتم تدمير البنية التحتية بما في ذلك شبكات المياه والصرف الصحي وأن العديد من الأسلحة التي استخدمت في غزة بما في ذلك الفوسفور الأبيض يمكن أن تتسرب إلى إمدادات المياه.

المكتب الإعلامي في غزة أدان أمس في بيان له جريمة الاحتلال الإسرائيلي بتفخيخ المخلفات التي يتركها وراءه في منازل قطاع غزة، مطالباً المجتمع الدولي بإدخال الفرق الهندسية التخصصية وخبراء المتفجرات وتزويد القطاع بالإمكانات الفنية اللازمة للتعامل مع هذه المخلفات وإزالة خطرها.

ولفت المكتب إلى أن الاحتلال لم يكتف بقتل أبناء الشعب الفلسطيني بالقصف المباشر، بل يقوم باستخدام خديعة المعلبات المفخخة لزيادة أعداد الشهداء والجرحى ولا سيما من الأطفال الذين لا يستطيعون تمييز هذه المخلفات.

ووفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة لليوم الـ 207 إلى 34535 شهيداً و77704 جرحى، موضحة أن الاحتلال ارتكب خلال الساعات الـ 24 الماضية 5 مجازر راح ضحيتها 47 شهيداً و61 جريحاً.

قبس صراميجو

 متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency